مفهوم الدولة فى الاسلام

الدولة الاسلامية( منقول)


مصطلح الدولة الاسلامية يتردد كثيرا مؤخرا وكل من يرفعه او يختلف معه يملك تصورا مختلفا عن الاخر على الرغم من اننا نملك تاريخا ممتدا لأكثر من الف سنه عاشت فيه الدولة الاسلامية لكن لا نملك لها تعريفا محددا

المجموعة الاكثر رومانسيه تحلم بدوله تشبه دولة الفاروق عمر حيث استقر الرجل في الوعي الجمعي للمصريين على انه رمز العداله المنشوده لكن هل نستثنى الف عاما من الدوة الاسلامية لصالح فتره صغيرة محدده نميل لها عاطفيا وما هو المعيار الذى نقيس عليه لنحدد اي الدول هي الاسلامية وايها غير ذلك . ـ


بمنتهى البساطه لن تخرج الدولة الاسلامية عن تعريف من اثنين اولهما :ـ

الدوله الاسلامية هي الدوله التى ترعي شئون المسلمين وحقوق المواطنه والجنسية فيها على اساس الدين الاسلامي ويتم التعامل مع غير المسلمين بناء على العهود المبرمه بينهم وبين المسلمين وهذا تقريبا هو تعريف الدولة الاسلامية التى عاشت لالف سنه محققة انجاز تاريخي لا ينكره عاقل لكن هل تستطيع مصر بامكاناتها الحالية المحدوده ان تؤدي هذا الدور من رعاية لمصالح كل المسلمين في العالم فتهتم بقضايا المجاعات في الصومال وتعد العده لانقاذ فلسطين والشيشان وتحارب من اجل حقوق المسلمين في الصين .... الخ .ـ
والاهم هل هناك من الاحزاب الاسلامية المستعد لتحمل هذه الفكره والعمل من اجلها وهل في ظل الاعتماد على الاختيار الشعبي يمكن ان يفوز حزب يحمل هذه الافكار في الانتخابات بل من الاصل هل يتحمل الفرد الاسلامي - اخوانى او سلفي او ليبرالي - هذه الفكره في مقابل ان تصبح مصر عن حق نواة الدولة الاسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

التعريف الثانى هو ان الدوله الاسلامية هي الدولة التى تسير على هدى الرسول والخلفاء الراشدين في اسلوب الحكم وهذا التعريف معيب من عدة وجوه فالرسول - عليه الصلاة والسلام - معصوم ولا يوجد معصوم بعده كما ان الدوله في عهد الرسول كانت ابسط كثيرا من الواقع العملى في ايامنا هذه فلا توجد وزارات ولا سفارات ولا تعليم ولا اعلام ... الخ . ـ
كما ان المتتبع لدولة الخلفاء الراشدين يجد ان شكل الدولة يتطور من خليفة الى من يليه فابوبكر حارب المرتدين المانعين لحقوق الدولة وعمر اقام الدواوين وكان اول من انشأ دار مستقلة للقضاء وعثمان نشأ نظام لمحاسبة الولاه وعلي فقد انشأ فقها كاملا في التعامل مع الخارجين فمن هنا نجد ان سنة الخلفاء الراشدين هي التطور وليس الثبات والتكرار .
ـ

هنا يجب ان نطرح سؤالا هل يعنى هذا ان الاسلام لا يقدم اي فائده في اقامة الدوله وانه ليس امامنا سوى الاليات القادمه من الغرب ؟ هل علينا ان نعترف اننا اقل ثقافة واقل حكمة وينبغي ان نقلد العظماء في الغرب لنقيم دوله ؟
سوف اختم هذا المقال بعباره لابن القيم - رحمه الله - من كتاب الطرق الحكيمة في السياسة الشرعية بعدها سالحقه بمقال اخر عن المنهج الاسلامي


عبارة ابن القيم
--------------
ومن له ذوق في الشريعة واطلاع على كمالها وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق وأنه عدل فوق عدلها ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح تبين له أن السياسة العادلة جزء من أجزائها وفرع من فروعها وأن من أحاط علما بمقاصدها ووضعها موضعها وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة
غيرها ألبتة
فإن السياسة نوعان
سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها
وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر فهي من الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها

تعليقات

المشاركات الشائعة