صورة ارشيفية
أسرى الجيش المصري في نكسة عام 1967 - (ارشيفية)
تبدي
النخب الإسرائيلية ارتياحاً تجاه محاولة السلطة الحاكمة في مصر ايجاد مناخ
ثقافي يهدف ليس فقط إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني، بل يؤسس لنسف الرواية
العربية للصراع وتبني الرواية الإسرائيلية.
وعنيت وسائل الإعلام
الإسرائيلية بشكل كبير وموسع بما صدر عن عدد من إعلاميي السلطة الجديدة،
مثل يوسف زيدان جمال أبو الحسن، والذي وصل إلى حد التعبير عن انتقاد الرفض
العربي لوعد بلفور، وإنكار القضية الفلسطينية.
وقد حظيت المقابلة
التي أجرتها قناة "سي بي سي" بتاريخ 30 ديسمبر الماضي مع يوسف زيدان، الذي
يوصف بـ "المفكر"، والذي يصفه المعارضون بأحد أكبر "الأبواق المدافعة عن
الانقلاب" باهتمام كبير من النخب الإسرائيلية، بسبب ما تضمنته من مواقف من
إسرائيل، مع العلم أن الذي أجرى المقابلة مع زيدان هي لميس الحديدي.
وفي
مقال نشره في موقع "إسرائيل بلاس"، الجمعة، احتفى الكاتب "الإسرائيلي"
جاكي حوكي بشكل خاص برفض زيدان الموقف العربي من وعد بلفور،الذي منح لليهود
الحق في إقامة "وطن قومي" على أرض فلسطين، حيث انتقد زيدان بشكل خاص وصف
العرب للوعد بأنه: "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
ونوه حوكي إلى إنكار زيدان وجود القضية الفلسطينية، وتشديده على أن كل ما يدور حول هذه القضية يجب ألا يثير اهتمام المصريين.
وقد
لفت نظر حوكي بشكل خاص مهاجمة زيدان للساسة والمثقفين المصريين الذين
يهاجمون "إسرائيل"، حيث عزا زيدان ذلك إلى "غباء ناجم عن عقم تفكير المجتمع
المصري ".
وعبر حوكي عن رضاه العميق عن موقف زيدان المطالب بإعادة
النظر بما يعرف بـ "المحرقة"، والتوقف عن انكارها، سيما دعوته للتوقف عن
"كراهية" اليهود، والتشديد على أن هذه الكراهية لا تخدم المصلحة العربية.
وامتدح
حوكي دعوة زيدان إلى إعادة النظر في التاريخ والموروث الديني والممارسة
السياسية في العالم العربي التي أسهمت في تكريس الموقف من "إسرائيل"، على
اعتبار أن ذلك سيخدم المصالح المصرية العليا.
وتوقف حوكي كثيراً حول
ربط زيدان بين موقف المسلمين وضمنهم المصريين من "إسرائيل" و"
الإسرائيليات" وهي أحاديث موضوعة نسبت إلى التوراة، حيث شدد زيدان على أنه
يتوجب إعادة تقييم الموقف من "الإسرائيليات"،مشيراً إلى أن الرفض الإسلامي
لها أسهم في تعاظم الكراهية لإسرائيل.
وامتدح حوكي الكاتب جمال أبو
الحسن، صاحب عمود في صحيفة "المصري اليوم"، وأحد أبرز المدافعين عن
الانقلاب، والذي نشر مقالاً هاجم فيه مبدأ مقاومة "إسرائيل".
وتوقف
حوكي أمام دعوة أبو الحسن إلى إسقاط مفهوم المقاومة، على اعتبار أن هذا
التحول سيخدم مصالح الدول العربية، وتشديده على أن الأنظمة العربية وظفت
المقاومة من أجل تحقيق مصالحها الضيقة.
واعتبر حوكي أن صدور مثل هذه
الأصوات بعد ثلاث سنوات على اندلاع ثورة 25يناير يمثل تحولاً مهما
وإيجابياً، ويدلل على كنه التحولات التي طرأت في العالم العربي.
تعليقات
إرسال تعليق